تلقيناه من ضربات قاسية من أعدائنا المخاتلين بثياب الأبرار في هذا المضمار غير قليل، ولها مظاهر متعددة، فمرة بمظهر المساعدات الاقتصادية، وأخرى تحت ستار التبادل الثقافي، وثالثة في ثوب الدفاع عن حقوق البشر، ورابعة بأسلوب المعاهدات الدفاعية... كل تلك الأمور كانت نتيجة أسوأ القرارات الاستعمارية المذلة للأمم المستضعفة والتي من ضمنها أمتنا الإسلامية.
ولكن ومع هذه التجارب التاريخية ينبغي أن نكون حذرين للغاية وأن نعرف أعداءنا جيدا، فلا نحسن الظن بهذه الذئاب البشرية التي تريد أن تمتص دماءنا بما تظهره من عواطف وأحاسيس متلبسة بثياب المخلصين المتفانين فما زلنا نتذكر ما فعلته الدول المتسلطة على العالم حيث أرسلت تحت ستار المساعدات الطبية إلى بعض الدول الإفريقية المتضررة بالحرب أسلحة وعتاد أرسلت إلى عملائها، كما بعثت أخطر جواسيسها تحت ثياب الدبلوماسية والسفارات والممثلين لها إلى مختلف مناطق العالم.
وتحت ستار الخبراء العسكريين وتدريب الدول المستضعفة على الأسلحة الحديثة والمتطورة كانوا يأخذون مع عودتهم جميع الاسرار العسكرية لتلك الدولة.
وبإرسال خبراء فنيين!! إلى هذه الدول يربطوا عجلة اقتصادها بالمناهج تكرس التبعية ترى، أليست كل هذه التجارب التأريخية كافية لئلا ننخدع بهذه الزخارف البراقة الكاذبة وأن نعرف وجوه هؤلاء الذئاب المتظاهرين بالإنسانية.
3 2 - حاجة الإنسان الفطرية والطبيعية إلى التنزه والارتياح من الطريف أن يعقوب (عليه السلام) لم يرد على كلام إخوة يوسف واستدلالهم على أنه بحاجة إلى التنزه والارتياح، بل وافق على ذلك عمليا، وهذا دليل كاف على أن أي عقل سليم لا يستطيع أن ينكر هذه الحاجة الفطرية والطبيعية... فالإنسان