فأما ما ذكرنا عن عبد الله رضي الله عنه أنها في ليلة تسع عشرة فقد نفاه ما حكاه أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها في العشرين من الشهر الأول والآخر وقد روي عن عبد الله رضي الله عنه أيضا في ذلك ما حدثنا ابن أبي داود قال ثنا الوهبي قال ثنا المسعودي عن سعد بن عمر بن جعدة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال أيكم يذكر ليلة الصهباوات قال عبد الله أنا والله بأبي أنت وأمي يا رسول الله وبيدي تمرات أتسحر بهن وأنا مستتر بمؤخرة رحلي من الفجر وذلك حين يطلع الفجر ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ليلة القدر أخبرهم أي ليلة هي وأنها ليلة الصهباوات فوصفها عبد الله رضي الله عنه بما وصفها به من ضوء القمر عند طلوع الفجر وذلك لا يكون إلا في آخر الشهر فقد دل ذلك أيضا على ما قال أبي رضي الله عنه وفي كتاب الله عز وجل ما يدل أن ليلة القدر في شهر رمضان خاصة قال الله عز وجل حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم فأخبر الله عز وجل أن الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم فهي ليلة القدر وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن ثم قال شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فثبت بذلك أن تلك الليلة في شهر رمضان واحتجنا إلى أن نعلم أي ليلة هي من لياليه فكان الذي يدل على ذلك ما قد رويناه عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم انها ليلة أربع وعشرين والذي روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليلة سبع وعشرين وقد روي عن معاوية أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما روي عن أبي رضي الله عنه في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا ابن أبي داود قال ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت مطرف بن عبد الله يحدث عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال ليلة سبع وعشرين
(٩٣)