فقد رجع معنى هذا الحديث إلى معنى ما روينا قبله عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه وقد يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أمر عبد الله بن أنيس يتحرى ليلة القدر في الليلة التي ذكرنا على أن تحريه ذلك إنما تكون في تلك السنة كذلك لرؤياه التي كان رآها النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت قد تكون في غيرها من السنين بخلاف ذلك فأما ما روي عنه في رؤياه التي كان رآها مما قد ذكرناها عنه في حديث بشر بن سعيد عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه فقد روي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون قال ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال ثنا يحيى أن أبا سلمة حدثه قال أتيت أبا سعيد الخدري فقلت هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر فقال نعم اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من شهر رمضان فلما كان صبيحة عشرين قام النبي صلى الله عليه وسلم فينا فقال من كان خرج فليرجع فإني أريت الليلة وإني أنسيتها وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر من شهر رمضان في وتر قال أبو سعيد وما نرى في السماء قزعة فلما كان الليل إذا سحاب مثل الجبال فمطرنا حتى سأل سقف المسجد وسقفه يومئذ من جريد النخل حتى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في ماء وطين حتى رأيت أثر الطين في أنف النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو جعفر ففي هذا الحديث أنها كانت عامئذ في ليلة إحدى وعشرين فقد يجوز أن يكون ذلك العام هو عام آخر خلاف العام الذي كانت فيه في حديث بن أنيس رضي الله عنه ليلة ثلاث وعشرين وذلك أولى ما حمل عليه هذان الحديثان حتى لا يتضادا وقد حدثنا فهد قال ثنا أبو غسان قال ثنا زهير قال ثنا حميد عن أنس على عبادة بن الصامت قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان فقال خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن تكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا يعقوب بن إسحاق قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت وحميد عن أنس عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(٨٩)