قال ابن قتيبة يقال لم أطعم خبزا ولا ماء ولا نوما قال الشاعر فإن شئت حرمت النساء سواكمو وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا النقاخ الماء والبرد النوم إذا ما اتقوا أي إذا ما اتقوا الشرك وقيل اتقوا ما حرم الله عليهم وآمنوا يعني بالله ورسوله وعملوا الصالحات أي ازدادوا من عمل الصالحات ثم اتقوا وآمنوا أي اتقوا الخمر والميسر بعد التحريم فعلى هذا تكون الأولى إخبارا عن حال من مات وهو يشربها قبل التحريم أنه لا جناح عليه والثانية خطاب من بقي بعد التحريم أمروا باتقائها والإيمان بتحريمها ثم اتقوا أي ما حرم عليهم في المستقبل وأحسنوا أي العمل وقيل المراد بالاتقاء الأول فعل التقوى وبالثاني المداومة عليها وبالثالث اتقاء الظلم مع ضم الإحسان إليه وقيل إن المقصود من التكرير التأكيد والمبالغة في الحث على الإيمان والتقوى وضم الاحسان إليهما والله يحب المحسنين أي أنه تعالى يحب المتقربين إليه بالإيمان والأعمال الصالحة والتقوى والإحسان قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أبو داود والطيالسي وقد رواه شعبة عن أبي إسحاق عن البراء أيضا أي كما أن إسرائيل روى هذا الحديث عن أبي إسحاق عن البراء كذلك رواه شعبة أيضا عن أبي إسحاق عن البراء قوله (أرأيت) أي أخبرني (وهم يشربون الخمر) جملة حالية لما نزل تحريم الخمر ظرف بقوله قالوا أي قالوا حين نزل تحريم الخمر قال في القاموس لما تكون بمعنى حين ولم الجازمة وإلا
(٣٣٢)