الإبل حظها من الأرض) أي من نباتها يعني دعوها ساعة فساعة ترعى إذ حقها من الأرض رعيها فيه (وإذا سافرتم في السنة) أي القحط أو زمان الجذب (فبادروا بها بنقيها) بكسر النون وسكون القاف بعدها تحتية أي أسرعوا عليها السير ما دامت قوية النقي وهو المخ قال القاري والظاهر أنه منصوب على أنه مفعول بادروا وعليه الأصول من النسخ المضبوطة يعني من المشكاة وقال الطيبي يحتمل الحركات الثلاث أن يكون منصوبا مفعولا به وبها حال منه أي بادروا نقيها إلى المقصد ملتبسا بها أو من الفاعل أي ملتبسين بها ويجوز أن تكون الباء سببية أي بادروا بسبب سيرها نقيها وأن تكون للاستعانة أي بادروا نقيها مستعينين بسيرها ويجوز أن يكون مرفوعا فاعلا للظرف وهو حال أيي بادروا إلى المقصد ملتبسا بها نقيها أو مبتدأ والجار والمجرور خبره والجملة حال كقولهم فوه إلى في وأن يكون مجرورا بدلا من الضمير المجرور والمعنى سارعوا بنقيها إلى المقصد باقية النقي فالجار والمجرور حال (وإذا عرستم) بتشديد الراء أي نزلتم بالليل قال في القاموس أعرس القوم نزلوا في آخر الليل للاستراحة كعرسوا (فإنها طرق الدواب) أي دواب المسافرين أو دواب الأرض من السباع وغيرها (ومأوى الهوام بالليل) وهي بتشديد الميم جمع هامة كل ذات سم قال النووي هذا أدب من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسلم لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشي في الليل على الطرق لسهولتها ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه وما يجد فيها من رمة ونحوها فإذا عرس الإنسان على الطريق ربما مر به منها ما يؤذيه فينبغي أن يتباعد عن الطريق انتهى قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي قوله وفي الباب عن أنس وجابر) أما حديث أنس فأخرجه أبو داود وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة
(١٢٠)