ومن سورة طه مكية وهي مائة وخمس وثلاثون أو أربعون أو وثنتان آية قوله (لما قفل) أي رجع من القفول (من خيبر) أي من غزوة خيبر كما في رواية مسلم وكانت هذه الغزوة في المحرم سنة سبع أقام عليه السلام يحاصرها بضع عشرة ليلة عشرة إلى أن فتح الله عليه وهي من المدينة على ثلاثة أبراد (أسرى ليلة) أي سار ليلة (حتى أدركه الكرى) بفتحتين هو النعاس وقيل النوم (أناخ) يقال أنخت الجمل فاستناخ أي أبركته فبرك (فعرس) من التعريس أي نزل آخر الليل للاستراحة قال النووي التعريس نزول المسافرين آخر الليل للنوم والاستراحة هكذا قاله الخليل والجمهور وقال أبو زيد هو النزول أي وقت كان من ليل أو نهار وفي الحديث معرسون في نحر الظهيرة (أكلأ) بهمز اخره أي أراقب واحفظ واحرس ومصدره الكلاء بكسر الكاف والمد (لنا الليلة أي آخرها لإدراك الصبح فصلى بلال) وفي رواية مسلم فصلى بلال وما قدر له (ثم تساند إلى راحلته) أي استند إليها (مستقبل الفجر) أي ليراقبه حتى يوقظهم عقب طلوعه (فغلبته عيناه) قال الطيبي هذا عبارة عن النوم كان عينيه غالبتاه فغلبتاه على النوم انتهى وحاصله أنه نام من غير اختيار (فقال أي بلال) والعتاب محذوف أو مقدر أي لم نمت حتى فاتتنا الصلاة (فقال بلال) أي معتذرا (أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك) يعني غلب على نفسي ما غلب على نفسك من النوم (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتادوا) أمر من الاقتياد يقال قاد البعير واقتاده إذا جر حبله أ سوقوا رواحلكم من هذا الموضع وفي رواية لمسلم فقال
(٤٨٥)