الخطابي هذا يتأول فيمن يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس فلعن للأذى وقد يكون في ذلك أنه إذا قعد وسط الحلقة حال بين الوجوه فحجب بعضهم عن بعض فيتضررون بمكانه وبمقعده هناك انتهى وقال التوربشتي المراد به الماجن الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بين الناس ومن يجري مجراه من المتأكلين بالشعوذة انتهى والشعوذة خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشئ بغير ما عليه أصله في رؤى العين والماجن من لا يبالي قولا وفعلا قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد وأبو داود والحاكم باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل قوله (أخبرنا عفان) هو ابن مسلم بن عبد الله الصفار البصري قوله (لم يكن شخص أحب إليهم) أي إلى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين (وكانوا) أي جميعا (إذا رأوه) أي مقبلا (لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك) أي لقيامهم تواضعا لربه ومخالفته لعادة المتكبرين والمتجبرين بل اختار الثبات على عادة العرب في ترك التكلف في قيامهم وجلوسهم وأكلهم وشربهم ولبسهم ومشيهم وسائر أفعالهم وأخلاقهم قوله (هذا حديث حسن صحيح غريب) ذكره الحافظ في الفتح ونقل تصحيح الترمذي وأقره قوله (أخبرنا قبيصة) هو ابن عقبة بن محمد (أخبرنا سفيان) هو الثوري
(٢٤)