باب ما جاء في تحذير فتنة النساء قوله (عن أبيه) هو سليمان بن طرخان (عن أبي عثمان) النهدي قوله (ما تركت بعدي) أي ما أترك وعبر بالماضي لتحقق الموت (فتنة) أي امتحانا وبلية (أضر على الرجال من النساء) لأن الطباع كثيرا تميل إليهن وتقع في الحرام لأجلهن وتسعى للقتال والعداوة بسببهن وأقل ذلك أن ترغبه في الدنيا وأي فساد أضر من هذا وإنما قال بعدي لأن كونهن فتنة أضر ظهر بعده قال الحافظ في الحديث إن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن ويشهد له قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء فجعلهن من عين الشهوات وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك وقد قال بعض الحكماء النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك أشد الفساد انتهى قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري في النكاح ومسلم في اخر الدعوات والنسائي في عشرة النساء وابن ماجة في الفتن قوله (وفي الباب عن أبي سعيد) أخرجه مسلم عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فسينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء
(٥٣)