قوله (هذا حديث حسن) وأخرجه ابن ماجة وأبو داود وسكت عنه ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره 78 باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ولا كلب قوله (لا تدخل الملائكة) أي ملائكة الرحمة لا الحفظة وملائكة الموت (بيتا) أي مسكنا (فيه كلب) أي إلا كلب الصيد والماشية والزرع وقيل إنه مانع أيضا وإن لم يكن اتخاذه حراما (ولا صورة تماثيل) جمع تمثال بالكسر وهو الصورة كما في القاموس وغيره والمعنى صورة من صور الانسان أو الحيوان قال النووي قال العلماء سبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة وفيها مضاهاة بخلق الله تعالى وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى وبسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات ولأن بعضها يسمى شيطانا كما جاء به الحديث والملائكة ضد الشياطين ولقبح رائحة الكلب والملائكة تكره الرائحة القبيحة ولأنها منهي عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشيطان وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بني ادم في كل حال لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها قال الخطابي وإنما لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة مما يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور فأما ما ليس بحرام من كلب الصيد والزرع والماشية والصورة التي تمتهن في البساط والوسادة وغيرهما فلا يمتنع دخول الملائكة بسببه وأشار القاضي إلى نحو ما قاله الخطابي والأظهر أنه عام في كل كلب وكل صورة وأنهم يمتنعون من الجميع لإطلاق الأحاديث ولأن الجرو الذي كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم تحت
(٧٢)