عمرو بن شرحبيل) الهمداني أبي ميسرة الكوفي ثقة عابد مخضرم قوله (بيان شفاء) بإضافة أي بيانا شافيا أبي ميسرة الكوفي ثقة أي القمار يعني ما حكمهما قل لهم فيهما أي في تعاطيهما إثم كبير أي عظيم لما يحصل بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وقول الفحش الآية أي ومنافع للناس باللذة والفرح في الخمر وإصابة المال بلا كد في الميسر وإثمهما أي ما ينشأ عنهما من المفاسد أكبر أعظم من نفعهما لأن أصحاب الشرب والقمار يقترفون فيهما الآثام من وجوه كثيرة (فقرئت عليه) أي الآية المذكورة إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم لعداوة والبغضاء في الخمر والميسر وبعده ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون (فقال) أي عمر (انتهينا انتهينا) أي عن إتيانهما أو عن طلب البيان الشافي والظاهر هو الأول وفي رواية أبي داود فنزلت هذه الآية فهل أنتم منتهون قال الطيبي فنزلت هذه الآية يعني قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآيتين وفيهما دلائل سبعة على تحريم الخمر أحدها قوله (رجس) والرجس هو النجس وكل نجس حرام والثاني قو له (من عمل الشيطان) وما هو من عمله حرام والثالث قوله (فاجتنبوه) وما أمر الله تعالى باجتنابه فهو حرام والرابع قوله (لعلكم تفلحون) وما علق رجاء الفلاح باجتنابه فالإتيان به حرام والخامس قوله (يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر وما هو سبب وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين فهو حرام والسادس قوله (يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة) وما يصد به الشيطان عن ذكر الله وعن الصلاة فهو حرام والسابع قوله (فهل أنتم منتهون) معناه انتهوا وما أمر الله عباده بالانتهاء عنه فالإتيان به حرام انتهى
(٣٣٠)