ومن سورة إبراهيم هي مكية سوى آيتين وهما قوله سبحانه وتعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) إلى آخر الآيتين وهي إحدى وقيل اثنتان وخمسون آية قوله (أخبرنا أبو الوليد) هو الطيالسي (عن شعيب بن الحبحاب) الأزدي مولاهم كنيته أبو صالح البصري ثقة من الرابعة قوله (أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع) بكسر القاف وخفة النون هو الطبق الذي يؤكل عليه (مثل كلمة طيبة) أي لا إله إلا الله (كشجرة طيبة أصلها ثابت) أي في الأرض (وفرعها) أي أعلاها ورأسها (في السماء) أي ذاهبة في السماء (تؤتي) أي تعطي (أكلها) أي ثمرها (كل حين بإذن ربها) أي بأمر ربها والحين في اللغة الوقت يطلق على القليل والكثير واختلفوا في مقداره ههنا فقال مجاهد وعكرمة الحين هنا سنة كاملة لأن النخلة تثمر في كل سنة مرة واحدة وقال سعيد بن جبير وقتادة والحسن ستة أشهر يعني من وقت طلعها إلى حين صرامها وروى ذلك عن ابن عباس أيضا وقال علي بن أبي طالب ثمانية أشهر يعني أن مدة حملها باطنا وظاهرا ثمانية أشهر وقيل أربعة أشهر من حين ظهور حملها إلى إدراكها وقال سعيد بن المسيب شهران يعني من وقت أن يؤكل منها إلى صرامها وقال الربيع بن أنس كل حين يعني غدوة وعشية لأن ثمر النخل يؤكل أبدا ليلا ونهارا وصيفا وشتاءا فيؤكل منها الجمار والطلع والبلح والخلال والبسر والمنصف والرطب وبعد ذلك يؤكل التمر اليابس إلى حين الطري الرطب فأكلها دائم في كل وقت كذا في الخازن (قال) أي النبي صلى الله عليه وسلم (ومثل كلمة خبيثة) أي كلمة الكفر والشرك (اجتثت) يعني استؤصلت وقطعت (مالها من قرار) أي ما لهذه الشجرة من ثبات في الأرض لأنها ليس لها أصل
(٤٣٣)