وكذا قال الإسماعيلي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ به وأشار الإسماعيلي إلى أن في السند علة أخرى فقال سمعت بعض الحفاظ يقول إن أبا إسحاق لم يسمع هذا الحديث من أبي بردة وانما سمعه من سعيد بن أبي بردة عن أبيه (قلت) وهذا تعليل غير قادح فإن شعبة كان لا يروى عن أحد من المدلسين الا ما يتحقق انه سمعه من شيخه (قوله في الطريق الثالثة إسرائيل حدثنا أبو إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى وأبي بردة أحسبه عن أبي موسى الأشعري) لم أجد طريق إسرائيل هذه في مستخرج الإسماعيلي وضاقت على أبي نعيم فأوردها من طريق البخاري ولم يستخرجها من وجه آخر وأفاد الإسماعيلي أن شريكا وأشعث وقيس بن الربيع رووه عن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه وقد وقعت لي طريق إسرائيل من وجه آخر أخرجها أبو محمد بن صاعد في فوائده عن محمد بن عمرو الهروي عن عبيد الله بن عبد المجيد الذي أخرجه البخاري من طريقه بسنده وقال في روايته عن أبي بكر وأبي بردة ابني أبي موسى عن أبيهما ولم يشك وقال غريب من حديث أبي بكر بن أبي موسى (قلت) وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق وهو من أثبت الناس في حديث جده (تنبيه) حكى الكرماني أن في بعض نسخ البخاري وقال عبد الله بن معاذ بالتكبير (قلت) وهو خطأ محض وكذا حكى أن في بعض النسخ من طريق إسرائيل عبد الله بن عبد الحميد بتأخير الميم وهو خطأ أيضا وهذا هو أبو علي الحنفي مشهور من رجال الصحيحين (قوله إنه كان يدعو بهذا الدعاء) لم أر في شئ من طرقه محل الدعاء بذلك وقد وقع معظم آخره في حديث ابن عباس انه صلى الله عليه وسلم كان يقوله في صلاة الليل وقد تقدم بيانه قبل ووقع أيضا في حديث علي عند مسلم انه كان يقوله في آخر الصلاة واختلفت الرواية هل كان يقوله قبل السلام أو بعده ففي رواية لمسلم ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والسلام اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أسرفت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت وفي رواية له وإذا سلم قال اللهم اغفر لي ما قدمت إلى آخره ويجمع بينهما بحمل الرواية الثانية على إرادة السلام لان مخرج الطريقين واحد وأورده ابن حبان في صحيحه بلفظ كان إذا فرغ من الصلاة وسلم وهذا ظاهر في أنه بعد السلام ويحتمل انه كان يقول ذلك قبل السلام وبعده وقد وقع في حديث ابن عباس نحو ذلك كما بينته عند شرحه (قوله رب اغفر لي خطيئتي) الخطيئة الذنب يقال خطئ يخطئ ويجوز تسهيل الهمزة فيقال خطية بالتشديد (قوله وجهلي) الجهل ضد العلم (قوله واسرافي في أمري كله) الاسراف مجاوزة الحد في كل شئ قال الكرماني يحتمل أن يتعلق بالاسراف فقط ويحتمل ان يتعلق بجميع ما ذكر (قوله اغفر لي خطاياي وعمدي) وقع في رواية الكشميهني في طريق إسرائيل خطئي وكذا أخرجه البخاري في الأدب المفرد بالسند الذي في الصحيح وهو المناسب لذكر العمد ولكن جمهور الرواة على الأول والخطايا جمع خطيئة وعطف العمد عليها من عطف الخاص على العام فان الخطيئة أعم من أن تكون عن خطا وعن عمد أو هو من عطف أحد العامين على الاخر (قوله وجهلي وجدي) وقع في مسلم اغفر لي هزلي وجدي وهو أنسب والجد بكسر الجيم ضد الهزل (قوله وكل ذلك عندي) أي موجود أو ممكن (قوله اللهم اغفر لي ما قدمت الخ) تقدم سر المراد به وبيان تأويله (قوله أنت المقدم وأنت المؤخر) في رواية مسلم اللهم أنت المقدم الخ
(١٦٦)