في المجلد السادس من البحار عن أبي يحيى الصنعاني عن الصادق (ع) قال يا أبا يحيى إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قلت له: جعلت فداك وما ذاك الشأن؟ قال (ع):
يؤذن أرواح الأنبياء الموتى وأرواح الأوصياء الموتى والوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربها فتطوف أسبوعا وتصل عند قائمة من قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء والأوصياء قد أعطوا سرورا ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جم الغفير عن الحسن بن علي (ع) قال: رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل ركعة وساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم بأسمائهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشئ فقلت يا أماه: لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت يا بني الجار ثم الدار عن المتهجد والاختصاص عن جابر الجعفي قال: كنت ليلة من بعض الليالي عن أبي جعفر (ع) فقرأت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة الخ وساق الكلام إلى أن قال يا جابر لم سمي يوم الجمعة جمعة؟ قلت تخبرني جعلني الله فداك فقال يا جابر سمى الله الجمعة جمعة لان الله جمع في ذلك اليوم الأولين والآخرين وجمع ما خلق الله من الجن والإنس وكل شئ خلق ربنا والسماوات والأرضين والبحار والجنة والنار وكل شئ خلق الله فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة ولعلي (ع) بالولاية، وفي ذلك اليوم قال الله للسماوات والأرض: أتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فسمي الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين والآخرين وما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة إذا كان يوم الجمعة نادت الطير الطير والوحش الوحش والسباع السباع سلام عليكم هذا يوم صالح مر سلمان الفارسي بالمقابر يوم الجمعة فوقف ثم قال: السلام عليكم يا أهل الجمع هل علمتم أن هذا اليوم يوم الجمعة ثم أنصرف فلما أن أخذ مضجعه أتاه آت في منامه فقال له يا أبا عبد الله إنك أتيتنا فسلمت علينا فرددنا عليك السلام فقلت لنا يا أهل الديار هل علمتم أن اليوم الجمعة وأنا لنعلم ما يقول الطير في يوم الجمعة قال: يقول سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك ما عرف عظمتك من حلف باسمك كاذبا ويؤيده ما في الخبر إذا كان يوم الجمعة وأهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار عرف أهل الجنة يوم الجمعة وذلك أنه يزاد في نعيمهم وعرف أهل النار يوم الجمعة وذلك أن كلهم يبطش بهم الزبانية، إذا كان حين يبعث الله العباد أتى بالأيام