من أولادي تسمى (فاطمة) فمن زارها وجبت له الجنة - وهي المعروفة بمعصومة - بنت موسى بن جعفر (ع)، وكيفية وفاتها كما تروى المشايخ من أهل قم إنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا من المدينة إلى خراسان في سنة مائتين من الهجرة كانت أخته فاطمة تبكي لفراقه حتى ضاقت عليها المدينة وخرجت تطلب أخاها في إحدى ومائتين فلما وصلت إلى (ساوة) قرية من قرى قم مرضت فسألت كم بيني وبين قم؟ قالوا عشرة فراسخ فأمرت خادمها فذهب بها إلى قم ولما وصل الخبر إلى آل سعد أن فاطمة بنت موسى بن جعفر تنزل في بلدة قم اتفقوا وخرجوا وكل منهم يطلب نزولها في داره فخرج من بينهم موسى بن خزرج وأخذ بزمام ناقتها وجرها إلى قم وأنزلها في داره فكانت فيها ستة عشر يوما وهي مريضة ولم يزل يشتد مرضها حتى توفت وقضت نحبها فغسلوها وحنطوها وكفنوها ودفنها موسى بن خزرج في أرض لها يقال لها بابلان وبنى على قبرها سقفا من البواري إلى أن زينب بنت الجواد بنت عليها قبة، وفي رواية لما ذهبوا بها إلى بابلان وأرادوا دفنها ووضعوها على سرداب حفروه لها فاختلف آل سعد بينهم فيمن يدخل السرداب ويدفنها فيه فاتفقوا على خادم لهم شيخ كبير صالح يقال له قادر فلما بعثوا إليه رأوا راكبين سريعين يأتيان من جانب الرملة فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ودخلا في السرداب وأخذا الجنازة فدفناها ثم خرجا وركبا وذهبا ولم يعلم أحد من هما كما أن بني أسد لما أرادوا دفن الحسين (ع) وهم لا يعرفونه لان الجسد لا يعرف إلا بالرأس أو اللباس والحسين (ع) قطيع الرأس وعار من اللباس فوقفوا متحيرين لا يدرون ما يصنعون إذ أقبل راكب من جانب الكوفة ودموعه تجري على خديه فسلم عليهم ووقف وقال ما تريدون ما وقوفكم الخ، ودفن في جانب فاطمة أم محمد بنت موسى بن محمد بن علي الرضا ثم أختها ميمونة وبنوا عليها قبة، ومن القبور التي بقم قبر أبي جعفر موسى بن محمد الجواد (ع) المعروف بموسى المبرقع لأنه كان مبرقعا دائما فورد بقم فأخرجه العرب من قم ثم اعتذروا منه وأدخلوه وأكرموه واشتروا من أموالهم له دارا ومزارع وحسن حاله واشترى من ماله أيضا قرى ومزارع فجاءت إليه أخواته زينب وأم محمد وميمونة بنات الجواد (ع) ثم بريهية فدفن كلهن عند فاطمة، وتوفي موسى المبرقع ليلة الأربعاء ثامن شهر ربيع الاخر من سنة ست وتسعين ومائتين ودفن في الموضع المعروف إنه مدفون، ومنها قبر محمد بن موسى المبرقع ومنها قبر أبي علي بن أحمد بن موسى المبرقع
(٢٣)