وأقمت حتى حج الناس وعادوا وخرجت التقي جيراني وأصحابي فجعلت من أقول له قبل الله تعالى حجك وشكر سعيك يقول وأنت قد قبل الله حجك وشكر سعيك اننا قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا وأكثر الناس علي في هذا القول فبت متفكرا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وهو يقول يا عبد الله أغثت ملهوفة من ولدي فسئلت الله عز وجل أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام إلى يوم القيامة فان شئت أن تحج وان شئت أن لا تحج هذا ثواب من ترك حجه وأغاث بنفقة حجه ملهوفة من بنات رسول الله صلى الله عليه وآله ليت شعري ما حال من سمع حنين الملهوفات من بنات رسول الله وهم يستغيثون ويستجيرون فما أغاثهم وما أجارهم أحد بل سلبوا برودهم.
قال الصادق عليه السلام إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيها الخلائق انصتوا فان محمدا صلى الله عليه وآله يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي صلى الله عليه وآله ويقول يا معشر الخلائق من كان له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه فيقولون فأي يد وأي منة وأي معروف لنا بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق فيقول من اوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبعهم فليقم حتى أكافيه ويقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي النداء من عند الله عز وجل يا حبيبي يا محمد قد جعلت مكافأتهم إليك فاسكنهم حيث شئت من الجنة فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد فعلى هذا من اوى أحدا من ذرية نبيه صلى الله عليه وآله وأشبعه أو كساه اسكنه الله ورسوله مع نبيه في الحنة وإذا كان على غير ملة الاسلام هداه الله وبصره حتى يوفى اجره ويؤيد ما قلنا ما روي عن ابن الجوزي أيضا في تذكرة الخواص كان ببلخ رجل من العلويين نازلا بها وله زوجة وبنات فتوفي العلوي واشتد الامر بالمرأة وضاقت عليهم المعيشة فخرجت المرأة بالبنات إلى سمرقند خوفا من شماتة الأعداء.
كل المصائب قد تمر على الفتى * فتهون غير شماتة الأعداء قالت المرأة واتفق وصولي في شدة البرد فأدخلت العلويات في المسجد ومضيت لاحتال في القوت فرأيت الناس مجتمعين على شيخ فسئلت عنه فقالوا هذا شيخ البلد فشرحت له الحال فقال الشيخ أقيمي البينة على انك علوية وبناتك علويات ولم يلتفت إلي فأيست منه وعدت إلى المسجد فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة وحوله جماعة فقلت من هذا فقيل لي هذا ضامن البلد وهو مجوسي فقلت أمضي إليه فعسى أن يكون لنا عنده