ألا أحد يدعو لأهل محلة * مقيمين في الدنيا وقد فارقوا الدنيا كأنهم لم يعرفوا غير دارهم * ولم يعرفوا غير الشدائد والبلوى كما كتب يوسف هذه منازل البلوى لان البلايا تجتمع فيه لا يذوق الانسان طعم النوم ولا طعم الشرب ولا لذة الطعام ولم يزل حزينا كئيبا لا يدخل عليه أحد ولا يخرج من عنده أحد فكأنه أدخل في القبور وهو حي ولذا كتب يوسف هذه قبور الاحياء فللأحياء قبور وقبورهم الحبس وانشد عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب وهو في حبس الأمويين:
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها * فلسنا من الأموات فيها ولا الاحياء إذا دخل السجان يوما لحاجة * عجبا وقلنا جاء هذا من الدنيا ونفرح بالرؤيا وجل حديثنا * إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا فإن حسنت كانت بطيئا مجيئها * وان قبحت لم تنتظر وأنت سعيا وكان السبب في كتابة يوسف هذه الكلمات اطلاعه على أحوال المحبوسين والا هو بنفسه في غاية الراحة والرخاء والنعمة لم يحبس على سبيل الغضب بل على سبيل المحبة ومن اجل ذلك سمي سجنها سجن المحبة دخل السجن عزيزا ومكث فيه عزيزا وأخرج منه عزيزا لان الملك لما أخرج يوسف من السجن أمر بتزيين مصر بأنواع الزينة وأرخيت الستور على الحيطان وأرسلت الجواري مكشوفات الوجوه بمجامر عليها أنواع البخور وأرسل المسلك باستقباله، وكان بين المصر والسجن أربعة فراسخ وبعث إليه الخلعة فقال يوسف إني لا أخرج من السجن وفيه المحبوسون فأمر الملك باطلاق الجميع هذا خروج يوسف من الحبس ويوسف أهل البيت موسى بن جعفر (ع) دخل في السجن مظلوما ومكث فيه مظلوما وخرج منه مظلوما إذ دخل عليه أربعة من الحمالين وحملوا جنازته وأخرجوه حتى وضعوه على الجسر ببغداد.
وبسجنه كم من أذى قد مسه * لا يستطيع له نبي مرسل لا يوسف الصديق يحكيه وان * جل البلاء فخطب موسى أشكل فليوسف عند الخروج تباشروا * وعليه تاج الملك وهو مكلل وابن النبي له خروج مثله * لكنه ميت يلوح ويحمل وقال الشيخ كاظم: