لربك وانحر يعني صلاة العيد وأنحر يعني القربان وينبغي للمؤمن أن يحضر العيد معتبرا لا ناظرا حتى لا يكون حاله كحال الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا فقد قيل إن الحكمة في العيدين تذكير للقيامة وأهوالها وذلك إن أحوالها موافقة لأحوالها فإذا كانت ليلة العيد فاذكر الليلة التي تكون صبيحتها يوم القيامة فإذا سمعت صوت الطبل والكؤوس والبوق فأذكر نفخ الصور قال الله عز وجل في سورة الكهف ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا فإذا خرجت من بيتك يوم العيد إلى المصلى فذكر يوم خروجك من الدنيا ويوم خروجك من القبر إلى المحشر قال الله تعالى في سورة ق فاستمع يوم يناد المناد من مكان قريب وإذا رأيت الناس متوجهين إلى المصلى مختلفين في أحوالهم فبعضهم يلبسون الثياب الفاخرة وبعضهم يلبسون الخلقان وبعضهم الجدد فأذكر اختلافهم في الآخرة بعضهم يلبسون الحلل وبعضهم يلبسون القطران وإذا رأيت اختلافهم في المشي قوم مشاة وقوم ركبان فاذكر مشيك على الصراط قال النبي (ص) يرد الناس الصراط ثم يصدرون عنها بأعمالهم فأولها كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم الكواكب في رحاه ثم كشد الرجل ثم كمشيه واذكر أيضا يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا أي عطشانا وقال رسول الله (ص) يحشر الناس على ثلاثة، ثلاث على الدواب وثلاث ينسلون على أقدامهم نسلا وثلاث على وجوههم وإذا جلست في الظل وبعضهم جلوس وبعضهم قيام فاذكر وقوفك في عرصات القيامة منتظرا للحساب وفصل القضاء قال الله تعالى في سورة إبراهيم إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء قوم في الشمس قد ألجمهم العرق وقوم في ظل العرش وإذ رأيت الألوية والرايات فاذكر ألوية القيامة لكل قوم لواء وإذا قمت إلى الصلاة واصطف الناس فاذكر يوم العرض قال الله تعالى وعرضوا على ربك صفا وإذا صعد الامام على المنبر وخطب الناس سكوت ينصتون فأذكر يوم يتقدم محمد (ص) للشفاعة والخلق حيارى سكوت وإذ أخذ في الخطبة بالوعد والوعيد والترغيب والترهيب فأذكر يوم ينادي المنادي سعد فلان وشقي فلان وإذ رأيت الناس منصرفين طرقهم مختلفة فاذكر قوله تعالى في شورة الروم ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون الآية فريق في الجنة وفريق في السعير وقوله تعالى يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم الآية وإذا رأيت السؤال في
(٢٠)