تفتت الأكباد وجعلوا أعزة أهلها أذلة وأوقعوا أكرامها في ذلة، وهدموا في الطائف قبة ترجمان القرآن الكريم إمام المفسرين عبد الله بن العباس عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكفروا المسلمين، وجعلوا أموالهم غنيمة هذا كله والملك ابن السعود يظهر البراءة من هذه الفظائع ويتمثل بقصة خالد بن الوليد مع إنه أخذ خمس الغنائم ومنهوبات المسلمين.
فالقياس الصحيح بالقصة يقتضي أن يصنع الملك بالمسلمين الذين عليهم جنوده وقواده مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أدائه رسوم الجنايات، والتعويض لهم بما أخذ منهم، فإن لكل مؤمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع بما صنع خالد تبرأ جهارا، ورفع يديه نحو السماء وقال: اللهم إني أبرأ إليك من صنع خالد قالها ثلاث مرات ثم أرسل عليا (ع) لتدارك ما أتلفه خالد على الرهط، وجنى عليهم ثم إنهم لما بلغوا مكة المشرفة هدموا المساجد المعظمة كمسجد الجن، ومسجد الكوثر ومسجد أبي قبيس، ومسجد جبل النور، ومسجد الكبش، والقباب المتبركة كقبة عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبي طالب، وقبة جده عبد المطلب، وقبة زوجته خديجة الطاهرة أم المؤمنين، وأمه آمنة بنت وهب، ولو أغمضنا النظر عما لهم من الفضائل لكفى في حرمة إهانتهم كونهم من قريش. فقد روى الإمام أحمد بن حنبل الذي تدعي الوهابية إنهم على مذهبه في كتابه المسند قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أهان قريشا أهانه الله وهم عند الهدم يرتجزون ويضربون الطبل، ويغنون بالقوافي، ويستهزؤن بالقبور التي هدموها، وهدموا قبة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: هذا الموضع الذي ولدت في تلك المرأة ذلك المولود يريدون آمنة (ره) والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا: عندما هدموا قبر خديجة طالما عبدت الناس نفسك فالآن قومي وامنعينا، وبعد تخريبها أساؤا إليها وأطلقوا الرصاص على قبرها، وينادي بعضهم هاك يا خديجة وقال ابن السعود لأهل مكة: أطلعوا للقبب واهدموها، وأطرحوا الأصنام وارموها حتى لا يكون لكم معبود غير الله وأهدموا مولد سيدتنا فاطمة عليها السلام فتلك أفعال قد ظهرت منهم في حرم الله أقلقت المسلمين وأجزعتهم فلم يلبثوا حتى دخلوا مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحرم النبي، وبلغت المسلمين من أيديهم حادثة أخرى أنستهم الحوادث الأولى وهي هدم القباب والمشاهد التي كانت في البقيع لائمتنا الهداة البررة عليهم السلام وساداتنا العترة الطاهرة الذين (أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) وأن ذلك منهم انكار لمودة ذي القربى التي هي من