مجلسك فبقي القاسم على هذا إلى إن كانت ذات ليلد خرج الشيخ في نصف الليل في قضاء حاجة له فرأى القاسم صافا قدميه ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد فعظم في نفسه وجعل الله محبة القاسم في قلب الشيخ فلما أصبح الصباح جمع عشيرته وقال لهم: أريد أن أزوج ابنتي من هذا العبد الصالح فما تقولون؟ قالوا نعم ما رأيت فزوجه من أبنته فبقي القاسم عندهم مدة من الزمان حتى رزقه الله منها ابنة وصار لها من العمر ثلاث سنين ومرض القاسم مرضا شديدا حتى دنى أجله وتصرمت أيامه جلس الشيخ عند رأسه يسأله عن نسبه وقال: ولدي لعلك هاشمي قال له: نعم أنا بن الإمام موسى بن جعفر (ع) جعل الشيخ يلطم على رأسه وهو يقول: وا حيائي من أبيك موسى بن جعفر قال له: لا بأس عليك يا عم إنك أكرمتني وإنك معنا في الجنة يا عم فإذا أنا مت فغسلني وحنطني وكفني وأفني، وإذا صار وقت الموسم حج أنت وابنتك وابنتي هذه فإذا فرغت من مناسك الحج أجعل طريقك على المدينة فإذا أتيت المدينة أنزل ابنتي على بابها فستدرج وتمشي فامش أنت وزوجتي خلفها حتى تقف على باب دار عالية فتلك الدار دارنا فتدخل البيت وليس فيها إلا نساء وكلهن أرامل. ثم قضى نحبه فغسله وحنطه وكفنه ودفنه، فلما صار وقت الحج حج هو وأبنته وابنة القاسم فلما قضوا مناسكهم جعلوا طريقهم على المدينة فلما وصلوا إلى المدينة أنزلوا البنت عند بابها على الأرض فجعلت تدرج والشيخ يمشي خلفها إلى أن وصلت إلى باب الدار فدخلت فبقي الشيخ وأبنته واقفين خلف الباب وخرجن النساء إليها واجتمعن حولها وقلن من تكونين؟ وابنة من؟ فلما قلن لها النساء: ابنة من تكونين؟ فلم تجبهم إلا بالبكاء والنحيب فعند ذلك خرجت أم القاسم فلما نظرت إلى شمائلها جعلت تبكي وتنادي وا ولداه وا قاسماه والله هذه يتيمة ولدي القاسم فقلن لها من أين تعرفينها إنها ابنة القاسم قالت: نظرت إلى شمائلها لأنها تشبه شمائل ولدي القاسم ثم أخبرتهم البنت بوقوف جدها وأمها على الباب وقيل: إنها مرضت لما علمت بموت ولدها فلم تمكث إلا ثلاثة أيام حتى ماتت تسمع بموت ولدها تمرض وتقضي نحبها فما حال ليلى لما نظرت إلى ولدها وهو مشقوق الرأس الخ.
أقول: إن قبر القاسم بن الكاظم (ع) مشهور على ستة فراسخ من الحلة وتستحب زيارته وسمعت من بعض العلماء خبرا عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) إنه قال: من لم يتمكن من أن يزورني فليزر قبر أخي القاسم بأرض الحلة، ولكني ما عثرت بهذا الخبر