المنتهى، وإذا أنا بهاتف يقول لي أتحب أن أبشرك بولد أسمه زيد فاستيقظت من نومي وقمت وصليت صلاة الفجر وإذا أنا بطارق يطرق الباب فخرجت إليه وإذا معه جارية وهي مخمرة بخمار فقلت له ما حاجتك؟ فقال: أريد علي بن الحسين (ع) فقلت: أنا هو فقال:
أنا رسول المختار إليك وهو يقرؤك السلام ويقول: قد وقعت هذه الجارية بأيدينا فاشتريناها بستمئة دينار وقد وهبتها لك، وهذه أيضا ستمئة دينار أخرى واستعن بها على زمانك فدفع إلي المال ومعه كتاب فقبضت الكتاب والمال والجارية فقلت لها:
ما اسمك؟ قال: أسمي حورية فقلت: صدق الله ورسوله هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا فدخلت بها تلك الليلة فإذا هي بغاية الصلاح فعلقت مني هذا الغلام فلما وضعته سميته زيدا، وستري ما قلت لك قال أبو حمزة الثمالي: فوالله لقد رأيت زيدا مقتولا ثم سحب ثم دفن ثم نشر ثم صلب، ولم يزل مصلوبا زمانا طويلا حتى عشعشت الفاختة في جوفه ثم أحرق ودق وذرى في الهواء رحة الله عليه وكان زيد يبكي من خشية الله حتى تختلط دموعه بدمه، نعم كان أبوه علي بن الحسين يبكي حتى يختلط دموعه بدمه تارة من خشية الله وأخرى لمصاب أبيه الحسين (ع) ويقول: قتل ابن رسول الله عطشانا وأعتقد كثير من الناس فيه الإمامة، وكان سبب اعتقادهم ذلك منه لخروجه بالسيف يدعو بالرضى من آل محمد فظنوه يريد بذلك لنفسه ولم يكن يريدها لمعرفته باستحقاق من قبله وكان سبب خروجه للطلب بدم جده الحسين.
وفي كتاب (در النظيم) تأليف جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي العاملي ذكر ان زيدا دخل الكوفة وأقام بها مدة ثم خرج يريد الحجاز، فلما بلغ عذيب الهجانات لحقته الشيعة وقالوا: أين تخرج ومعك مئة الف سيف من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل خراسان والجبال، ننشدك الله إلا رجعت ولا تمض فأثبت فقال: لست آمنكم وغدركم لفعلكم بجدي الحسين (ع) وغدركم بعمي الحسن قالوا: لن نفعل وأنفسنا دون نفسك فلم يزالوا به حتى رجع معهم إلى الكوفة فأقبلت الشيعة تختلف إليه يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر الف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى غيرهم ومن غيرهم خمس وستون ألفا حتى بلغ ثمانون ألفا، وأقام بالكوفة ثلاثة عشر شهرا، وكانت بيعته التي يبايع الناس عليها إنه يبدأ فيقول: أيها الناس إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، والى جهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين، وقسم الفئ بين أهله ورد المظالم، ونصرتنا أهل البيت