ابنه يحيى بن زيد بخراسان كتب الوليد إلى عامله بالكوفة وهو يوسف بن عمر أن أحرق زيدا مع خشبته ففعل ذلك ودقه وأذرى في الرياح على شاطئ الفرات.
وفي المقاتل كتب إليه فإذا أتاك كتابي هذا فأنزل عجل أهل العراق فأحرقه فانسفه في اليم نسفا والسلام. فأنزله من الجذع فأحرقه بالنار ثم جعله في قواصر ثم حمله في سفينة ثم ذراه في الفرات، فلقد رأوا عقوبة ذلك في الدنيا قبل الآخرة لان أبي العباس السفاح لما ظهر بعث عبد الله بن العباس لنبش قبور بني أمية قال عمرو بن هاني. فانتهينا إلى قبر هشام فاستخرجناه صحيحا ما فقدنا منه إلا خشمة أنفه فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطا ثم أحرقه بالنار ثم استخرجنا سليمان بن عبد الملك فلم نجد منه إلا صلبه وأضلاعه ورأسه فأحرقناه وفعلنا ذلك بغيره من بني أمية. ثم انتهينا إلى دمشق فاستخرجنا الوليد بن عبد الملك فما وجدنا في قبره قليلا ولا كثيرا واحتفرنا عبد الملك فما وجدنا إلا وشؤون رأسه ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فما وجدناه فيه بل كان محترقا في لحده وصار رمادا، ثم أتبعنا قبور بني أمية فأحرقنا ما جدنا فيه منهم وكان مقتل زيد (ره) يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر صفر سنة عشرين ومئة من الهجرة، وكان عمره يوم قتل اثنين وأربعين سنة فلما قتل زيد سر بقتله المنافقون وحزن له المؤمنون ورثاه بعض من محبيه:
ألا يا عين لا ترقي وجودي * بدمعك ليس ذا حين الجمود غداة ابن النبي أبو حسين * صليب بالكناسة فوق عود يظل على عمودهم ويمسي * بنفسي أعظم فوق العمود تعدى الكافر الجبار فيه * فأحرقه من القبر اللحيد فظلوا ينبشون أبا حسين * خضيبا بينهم بدم جسيد فكم من والد لأبي حسين * من الشهداء أو عم شهيد وكيف تضن بالعبرات عيني * وتطمع بعد زيد بالهجود وأما الحكم بن الصلت (لع) فإنه فرح بقتله وعمل يوم قتله عيدا وأنشد يقول:
صلبا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم نر مهديا على الجذع يصلب وقسم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب قال: فبلغ الصادق فاغتم منه غما شديدا ورفع يده إلى السماء وهما ترتعشان من شدة