فقال عليه السلام: وأما قوله: وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله: ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وقوله: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقوله: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك فإن ذلك حق كما قال الله عز وجل، وليس له جيئة كجيئة الخلق، وقد أعلمتك أن رب شئ من كتاب الله تأويله على غير تنزيله ولا يشبه كلام البشر، وسأنبئك بطرف منه فتكتفي إن شاء الله، من ذلك قول إبراهيم عليه السلام: إني ذاهب إلى ربي سيهدين ١) ﴿١) فذهابه إلى ربه توجهه إليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عز وجل، ألا ترى أن تأويله غير تنزيله، وقال وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ٢﴾ (2) يعني السلاح وغير ذلك، وقوله: هل ينظرون إلا أن
____________________
1) قال ابن عباس: معناه: مهاجر إلى ربي، أي: أهجر ديار الكفار وأذهب إلى حيث أمرني الله تعالى بعملي ونيتي (سيهدين) أي: يهديني بعملي إلى طريق الجنة (3).
2) أي: أنشأناه وأحدثناه. وقال قطرب: أي أنعمنا به. وقيل: انزل مع آدم من الحديد السندان والكلبتان والمطرقة (فيه بأس شديد) أي يمتنع به ويحارب به، والمعنى أنه يتخذ منه آلتان: آلة للدفع، وآلة للضرب، كما قال مجاهد فيه جنة وسلاح (4).
2) أي: أنشأناه وأحدثناه. وقال قطرب: أي أنعمنا به. وقيل: انزل مع آدم من الحديد السندان والكلبتان والمطرقة (فيه بأس شديد) أي يمتنع به ويحارب به، والمعنى أنه يتخذ منه آلتان: آلة للدفع، وآلة للضرب، كما قال مجاهد فيه جنة وسلاح (4).