سيدي (1) غدا.
فقال: إن كان لك حاجة فإنا لا نقصر، فانصرفت من عنده وجئت إلى ضريح النبي - صلى الله عليه وآله - فبكيت (2) على قبره وشكوت خيبة سفري، وقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إلى من أمضي في هذه [المسائل] (3) التي معي، إلى اليهود، أم إلى النصارى، أم إلى المجوس، أم إلى فقهاء النواصب، إلى أين يا رسول الله؟
فما زلت أبكي وأستغيث به فإذا أنا بإنسان يحركني، فرفعت رأسي من فوق القبر فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق، فقال لي: يا أبا جعفر، [النيسابوري، يقول لك مولاك موسى بن جعفر - عليه السلام -:] (4) إلي، لا إلى اليهود، ولا إلى النصارى، ولا إلى المجوس، ولا إلى أعدائنا من النواصب، فأنا حجة الله وقد أجبتك عما في الجزو وبجميع ما تحتاج إليه منذ أمس فجئني به وبدر هم شطيطة الذي فيه درهم ودانقان الذي في كيس أربعمائة درهم اللؤلؤي وشقتها التي في رزمة الأخوين البلخيين.
قال: فطار عقلي وجئت إلى رحلي ففتحت وأخذت الجزو والكيس والرزمة فجئت إليه فوجدته في دار خراب وبابه مهجور ما عليه أحد، وإذا بذلك الغلام قائم على الباب، فلما رآني دخل بين يدي فدخلت معه وإذا بسيدنا جالس على الحصير [وتحته شاذكونة