نفسه، فقال (1): يا رباه يا رباه حتى انطفى نفسه، ثم قال: يا الله يا الله (يا الله) (2) حتى انطفى نفسه، ثم قال: يا حي يا حي (يا حي) (3) حتى انطفى نفسه، ثم قال: يا رحيم يا رحيم (يا رحيم) (4) حتى انطفى نفسه، ثم قال: يا رحمان يا رحمان (يا رحمان) (5) (حتى) (6) سبع مرات، ثم قال:
اللهم إني أشتهي من هذا العنب فاطعمنيه، اللهم إن (7) بردي قد اخلقا فاكسني.
قال الليث بن سعد: والله ما استتم كلامه (8) حتى نظرت إلى سلة مملوءة عنبا وليس على الأرض عنب يومئذ وبردين مصبوغين، فأراد أن يأكل فقلت: أنا شريكك، فقال: ولم؟ فقلت: إنك كنت تدعو وأنا أو من فقال: تقدم وكل ولا تخبأ منه شيئا، فأكلت (شيئا لم آكل مثله قط، فإذا هو عنب لا عجم له، فأكلت) (9) وأكل حتى انصرفنا عن ري والسلة لم ينقص منها شئ. (10) ثم قال لي: خذ أحد البردين إليك فقلت: أما البردان فأنا غني عنهما، فقال لي: توار عني حتى ألبسهما، فتواريت عنه، فاتزر بأحدهما وارتدى بالأخرى، ثم أخذ البردين اللذين كانا عليه، فحملهما على يده ونزل واتبعته حتى إذا كان بالمسعى لقيه رجل فقال: اكسني كساك الله