الاسلام قبل الايمان وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون، قال الشامي: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي الأوصياء، قال: فاقبل أبو عبد الله - عليه السلام - على حمران بن أعين فقال.
يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب، والتفت إلى هشام بن سالم فقال: تريد الأثر ولا تعرف، ثم التفت إلى الأحول فقال: قياس رواغ، تكسر باطلا بباطل، إلا أن باطلك أظهر، ثم التفت إلى قيس الماصر فقال: تتكلم وأقرب ما يكون الخبر عن الرسول - صلى الله عليه وآله - أبعد ما يكون منه، تمزج الحق بالباطل، وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل، أنت والأحول قفازان حاذقان.
قال يونس بن يعقوب: فظننت والله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما، فقال: يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس، إتق الله الزلة، والشفاعة من ورائك.
ثم قال أبو علي الطبرسي عقيب ذلك وهذا الخبر مع ما فيه من المعجزات الدالة على إمامة أبي عبد الله - عليه السلام - يتضمن لاثبات حجية النظر ودلالة الإمامة من طريق النظر والاستدلال. (1)