ان اختياري لهم خير من اختيارهم لأنفسهم ثم ردهم إلى أعمارهم فماتوا بآجالهم قال فلذلك كثرت الروم حتى يقال إن الدنيا دارهم خمسة أسداسها الروم وسموا روما لأنهم نسبوا إلى جدهم روم ابن عميص بن إسحاق بن إبراهيم قال وهب وكان بشر بن أيوب الذي يسمى ذو الكفل مقيما بالشام عمره حتى مات وكان عمره خمسا وسبعين سنة.
أقول وقيل إنه تكفل لله تعالى ان لا تعصيه قومه فسمى ذو الكفل وقيل تكفل لنبي من الأنبياء الا يغضب فاجتهد إبليس ان يغضبه بكل طريق فلم يقدر فسمى ذا الكفل لأجل وفاته لنبي زمانه انه لا يغضب.
فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الأولة من الكراس الرابع من كتاب الرد على الجبرية والقدرية فيما تعلقوا به من متشابه القرآن تأليف أحمد بن محمد بن جعفر الخلال من عاشر سطر من الوجهة بمعناه واختصار طول لفظه ومما تعلقوا به.
قوله تعالى في قصة إبراهيم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك قالوا رغب إليه ان يجعلهما مسلمين فإذا جعلهما مسلمين فيكون الله هو فاعل الاسلام فيهم فقال ما نذكر بعض معناه ونزيده ان العقل والنقل والعادة والحس قضى ان السلطان إذ أمكن له عبدا له من ولاية أو بناء دور أو بلوغ سرور قال الناس سيده جعل له هذه الولاية والعقار والمسار وإن كان السيد ما تولى ذلك بنفسه ولم يكن جعل للعبد غير تمكينه هكذا حكم دعاء إبراهيم ثم يقال للجبرية لو كان الامر كما تقولون ان العباد مقهورون وان اسلامهم وكفرهم من الله وهم منه يؤتون اي فائدة كانت في دعاء إبراهيم ولأي معنى كان يكون تخصيصه بالدعاء لنفسه ودريته بذلك ثم يقال لهم أيضا اما علمتم وكل مسلم ان إبراهيم قال هذا الدعاء وولده وهو مسلمان ولو كان المراد اسلاما مقهورا عليه ظاهرا وهو حاصل له ولولده قبل الدعاء اي فائدة كانت تكون في طلب ما هو حاصل كما قدمناه لولا أنه أراد زيادة التوفيق من الله وزيادة التمكين والقوة على