قال فبينا رسول الله ذات يوم قد خرج فذهب مع الناس نحو حراء وقد صنعت له خديجة طعاما فأرسلت في طلبه فلم تجده فطلبته في بيت أعمامه وعند أخواله فلم تجده إذ اتاها رسول الله (ص) متغيرا وجهه فظنت خديجة انه غبار على وجهه فجعلت تمسح الغبار عن وجهه فلم يذهب فإذا هو كسوف فقالت مالك يا بن عبد الله قال أريتك الذي أخبرتك انى أسمعه قد والله بذلك اليوم انا قائم على حراء إذ اتاني آت فقال ابشر يا محمد فانى جبرئيل وأنت رسول هذه الأمة ثم اخرج قطعة خط فقال لي اقرأه قلت والله ما قرأت كتابا قط وانى لأمي قال فغنني غنة ثم اقلع عنى قال اقرأ قلت والله ما قرأت قط ولا أدرى شيئا أقرأه فقال {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق حتى بلغ إلى قوله علم الانسان ما لم يعلم} حتى انتهى إلى هذا يومئذ قال انزل فنزل بي عن الجبل إلى قرار الأرض فأجلسني على درنوك عليه ثوبان أخضران ثم ضرب برجله الأرض فخرجت عين فتوضأ منها وقال لي توضأ فتوضأت ثم قام فصلى وصليت معه ركعتين ثم قال هكذا الصلاة يا محمد ثم انطلق فقالت له خديجة ألم أخبرك ان ربك لا يصنع بك الا خيرا ثم انطلقت إلى عداس الراهب وهو غلام شيبة ابن ربيعة فقال لها حين رآها مالك يا سيده نساء قريش وكانت تسمى بهذا الاسم قالت أنشدك بالله يا عداس هل سمعت فيما سمعت بجبرائيل فقال عداس الراهب مالك ولجبرئيل تذكرينه بهذا البلد فذكرت له ما اخبرها رسول الله فقال نعم انه لرسول الله ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل من أسد وهو ابن عمها لحا وقد كان ورقة ابن نوفل طلب الدين وخالف دين قومه ودخل في النصرانية قبل ان يبعث رسول الله فسألته عن خبر جبرئيل فقال لها وما ذاك فذكرت له الذي كان من امر النبي فقال لها والله لئن كانت رجلا جبرئيل استقرتا على الأرض لقد نزل على خير خلق الله أرسلي محمدا إلى فوجهت إليه فأرسلته فاتاه فقال له ورقة وهل أخبرك جبرئيل بشئ فقال رسول الله لا قال امرك ان تدعو أحدا فقال ورقة والله لئن بعثت لا ألقاني الله عذرا لنصرتك
(٢١٥)