من الياقوت لم ينفح فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كان وجوهها المصابيح نضارة وحسنا وبرهان خز احمر ومرعزا ابيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها حسنا وبهاءا ذلل من غير مهانة تجب من غير رياضة عليها رحال ألوانها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان صفايحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأنا خوا تلك النجاتي إليهم ثم قالوا ربكم يقرئكم السلام فتزورونه فينظر إليكم ويجيبكم ويزيدكم من فضله وسعته فإنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم، قال فيتحول كل رجل منهم على راحلته فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شئ شيئا ولا يفوت اذن ناقة ناقتها ولا بركة ناقة بركتها ولا يمرون بشجرة من شجرة الجنة الا أتحفتهم بثمارها ورحلت لهم عن طريقه كراهية ان تنثلم طريقهم وان تفرق بين الرجل ورفيقه رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك يحق الجلال والإكرام قال فقال انا السلام ومعي السلام ولي يحق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي في أهل بيت نبي وراعوا حقي وخافوني بالغيب وكانوا منى على حال مشفقين قالوا اما وعزتك وجلالك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك فأذن لنا بالسجود قال ربهم عز وجل انى قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم فطال ما أنصبتم لي الأبدان وعنتم لي الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي فاسألوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم واني لم أجركم اليوم بأعمالكم ولكن برحمتي وكرامتي وعظيم شأني وبحبكم أهل بيت محمد ولا يزالوا يا مقداد محبوا علي بن أبي طالب في العطايا والمواهب حتى أن المقصر من شيعته ليتمنى في أمنيته مثل جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة قال لهم ربهم تبارك وتعالى لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فانظروا إلى مواهب ربكم فإذا بقباب وقصور في أعلا عليين من الياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر يزهر نورها فلولا انه مسخر إذ التمعت الابصار منها فما كان من
(١١٠)