فلما مضى لسبيله عليه السلام تنازع المسلمون الامر بعده فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر على بالى ان العرب تعدل هذا الامر بعد محمد عن أهل بيته ولا انهم منحوه عنى فما راعني الا انثيال الناس على أبى بكر واجفالهم ليبايعوه فأمسكت يدي ورأيت انى أحق بمقام محمد صلى الله عليه وآله في الناس ممن تولى الامر من بعده فلبثت بذاك ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الاسلام تدعوا إلى محق دين الله وملة محمد صلى الله عليه وآله فخشيت ان لم انصر الاسلام وأهله ان ارى فيه ثلما وهدما يكون المصائب بهما على أعظم من فوت ولاية أموركم التي انما هي متاع أيام قلائل ثم تزول وما كان منهما كما يزول السراب وكما يتقشع السحاب فمشيت عند ذلك إلى أبى بكر الروع نفتح الراء وضمها القلب ومحل الفزع البال الحال والقلب والخاطر منحوه أي اعطوه الانثيال هو الاعتلاف محقه محقا من باب نفع نقصه واذهب منه البركة وقيل المحق ذهاب الشئ وبمعنى المحو أيضا الثلم والثلمة كبرمة الخلل الواقع في الحائط وغيره والجمع البثلم گبرم ومنه الحديث إذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ يتقشع السحاب أي يتصدع وينقلع وينكشف وقشعت الريح السحاب أي كشفته
(٢٧٤)