لان الله ختم به الانذار والاعذار وقطع به الاحتجاج والعذر بينه و بين خلقه وجعله بابه الذي بينه وبين عباده ومهيمنه الذي لا يقبل الا به ولا قربة إليه الا بطاعته وقال في محكم كتابه ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا فقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته وكان ذلك دليلا على ما فوض الله إليه وشاهدا له على من اتبعه وعصاه وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم فقال تعالى في التحريص على اتباعه والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فاتباعه محبة الله ورضاه غفران الذنوب وكمال الفوز ووجوب الجنة وفى التولي عنه والاعراض محادة الله وغضبه وسخطه والبعد منه مسكن النار وذلك قوله ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده يعنى الجحود به والعصيان له فان الله تعالى امتحن بي عباده وقتل بيدي اضداده وافنى بسيفي جحاده وجعلني زلفة للمؤمنين وحياض موت على
(١٨٤)