بالرضا نسى التحفظ وان ناله الخوف شغله الحذر وان اتسع له الامن استلبته العزة (وفى نسخة أخذته العزة) وان جددت له النعمة أخذته العزة وان أفاد مالا أطغاه الغناء وان غضته فاقة شغله البلاء (وفى نسخة جهده البكاء) وان اصابته مصيبة فضحه الجزع وان أجهده الجوع قعد به الضعف وان أفرط في الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل افراط له مفسد أيها الناس انه من قل ذل ومن جاد ساد ومن كثر ماله رأس و من كثر حلمه نبل ومن أفكر في ذات الله تزندق ومن أكثر من شئ عرف به ومن كثر مزاحه استخف به ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته فسد حسب من ليس له أدب ان أفضل الفعال صيانة العرض بالمال ليس من جالس الجاهل بذى معقول من جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال لن ينجو من الموت غنى بماله ولا فقير لإقلاله أيها الناس لو أن الموت يشترى لا اشتراه من أهل الدنيا الكريم الأبلج واللئيم
(١٧٧)