وفى هذه السورة أيضا: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
وفيها أيضا (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) أي عزابا ومتأهلين ثم عاتب وأوعد على التخلف من هذا.
وقال أيضا فيها: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله تثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة - إلى قوله: والله على كل شئ قدير) ثم وعد على أفضل الثواب، فقال فيها: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) فأوقع البيع عليك ليقطع طمع عدوك إبليس منك، واشترى نفسك الذي هو محل كل محنة وبلية ومالك الذي هو محل كل اثم ومعصية مع علمه بما فيك من العيب ومن علم بالعيب حين العقد لم يكن له بعده الرد، ثم وعد لك أوفر الثمن وهو الجنة واشهد على نفسه بذلك كرما منه وفضلا فقال: وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله، ثم هناك كما يهنئ الرجل عند الشرى شيئا خطير الثمن بيسير فقال: فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان جبرئيل " عليه السلام " أخبرني بأمر قرت به عيني وفرح له قلبي فقال: يا محمد من غزا غزاة في سبيل الله من أمتك فما اصابته قطرة من السماء أو صداع إلا كانت له شهادة يوم القيامة.
وقال أيضا: للجنة باب يقال له: باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون سيوفهم والجميع في الموقف، والملائكة ترحب بهم فمن ترك الجهاد ألبسه الله عز وجل ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه ان الله تبارك وتعالى أعز أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها.
وقال أيضا: من بلغ رسالة غاز، كان كمن أعتق رقبة وهو شريكه في باب غزوته وقال أيضا: خيول الغزاة خيولهم في الجنة.
وقال أيضا عليه السلام: الخير كله في السيف وتحت ظل السيف، ولا يقيم الناس إلا بالسيف والسيوف مقاليد الجنة والنار.
قال الصادق " عليه السلام ": الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض.