صلاته إلى أن يصلى العتمة فإذا صلى العتمة، افطر على شوى يؤتى به ثم يجدد الوضوء ثم يسجد فلا يزال في صلاته في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدرى متى يقول الغلام ان الفجر قد طلع إذ قد وثب فصلى الفجر فهذا دأبه مند حول إلي فقلت: اتق الله ولا تحدثن في أمره حدثا تكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنه لم يفعل بأحد منهم إلا كانت نعمته زائلة، فقال قد أرسلوا إلي غير مرة يأمروني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك وأعلمتهم انى لا افعل ذلك ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني، فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي يحبس عنده أياما وكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائد ويمنع ان يدخل إليه من عند غيره، وكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة الفضل بن يحيى قال: ورفع يده إلى السماء، فقال: يا رب انك تعلم انى لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي، قال: فأكل فمرض فلما كان من غد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلة، فقال له الطبيب ما علتك؟ فأخرج يده ثم قال: هذه علتي وكانت خضرة وسط راحته تدل على أنه سم فاجتمع في ذلك الموضع قال فانصرف إليهم وقال والله لهو اعلم بما فعلتم به منكم ثم توفى عليه السلام.
قال الحسن بن محمد بن بشار: حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ممن يقبل قوله، قال: قال لي: قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيت مثله قط في نسكه وفضله، قال قلت: من وكيف رأيته؟ قال: جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه ممن ينسب إلى الخير، فأدخلنا على موسى ابن جعفر عليهما السلام، فقال لنا السندي: يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث فان الناس يزعمون أنه قد فعل به، ويكثرون في ذلك وهذا منزله وفرشه موسع عليه غير مضيق، ولم يرد به أمير المؤمنين سوءا، وإنما ننتظره ان يقدم أمير المؤمنين فيناظره أمير المؤمنين ها هو ذا صحيح موسع عليه في جميع أمره فاسئلوه قال: ونحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل والى فضله وسمته، فقال: اما ما ذكر من التوسعة وما أشبه ذلك فهو على ما ذكر غير انى أخبركم أيها النفر انى قد سقيت السم في تسع تمرات وانى أخضر غدا وبعد غد أموت ، قال: فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعد ويضطرب مثل السعفة.