يوما فجاء العريف فقال: أجب الأمير فأتيته، فلما دخلت القصر إذا بخشب ملقى ثم جئت يوم آخر فإذا النصف الآخر قد جعل زرنوقا يستقى الماء عليه فقلت ما كذبني خليلي فأتاني العريف فقال أجب الأمير فأتيته، فلما دخلت القصر إذا الخشب ملقى وإذا فيه الزرنوق فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي، ثم قلت لك غذيت ولى انبت ثم أدخلت على عبيد الله بن زياد، فقال: هات من كذب صاحبك، قلت: والله ما أنا بكذاب ولقد أخبرني انك تقطع يدي ورجلي ولساني، فقال إذا نكذبه اقطع يده ورجله وأخرجوه، فلما حمل إلى أهله اقبل يحدث الناس بالعظائم وهو يقول سلوني فان للقوم عندي طلبة لم يقضوها فدخل رجل على ابن زياد فقال له ما صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدث الناس بالعظائم قال فأرسل إليه فردوه وقد انتهى إلى بابه فردوه فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه وأمر بصلبه.
(وروى) ان ميثم التمار أتى دار أمير المؤمنين " عليه السلام " فقيل له: انه لنائم فنادى بأعلى صوته انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك فانتبه أمير المؤمنين " عليه السلام " فقال: ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك فقال صدقت وأنت والله ليقطع يداك ورجلاك ولسانك وليقطعن النخلة التي بالكناسة فتشق أربع قطعات وتصلب أنت على ربعها، وحجر بن عدي على ربعها ومحمد بن أكثم على ربعها وخالد بن مسعود على ربعها.
قال ميثم: فشككت في نفسي فقلت ان عليا ليخبرنا بالغيب فقلت له: أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: أي ورب الكعبة كذا عهده النبي (صلى الله عليه وآله) قال قلت له: من يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟ قال ليأخذك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد قال: فكان يخرج إلى الجبانة وانا معه فيمر بالنخلة فيقول: يا ميثم ان لك ولها شأنا من الشأن قال: فلما ولى عبيد الله بن زياد الكوفة، ودخلها تعلق علمه بالنخلة فأمر بقطعها فاشتراها رجل من النجارين فشقها أربع قطع، قال ميثم فقلت لصالح ابني فخذ مسمارا من حديد فأنقش عليه اسمى واسم أبى ودقة في بعض تلك الأجذاع، فلما مضى بعد ذلك أيام أتوني قوم من أهل السوق، فقالوا يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق ونسأله ان يعزله عنا ويولى علينا غيره، قال: وكنت خطيب القوم فصنت لي وأعجبه منطقي، قال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلم؟ قال