وهذا يوجب يقين العلم * قال علي: فكان ما رواه الزهري عن سالم عن ابن عمر زائدا على ما رواه علقمة عن ابن مسعود ووجب أخذ الزيادة لان ابن عمر حكى انه رأى ما لم يره ابن مسعود من رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه عند الركوع وعند الرفع من الركوع وكلاهما ثقة وكلاهما حكى ما شاهد، وقد خفى على ابن مسعود رضي الله عنه أمر وضع اليدين على الركبتين، فكيف وما تحمل كلا روايتيهما إلا على المشاهدة الصحيحة؟ * وكان ما رواه نافع ومحارب بن دثار، كلاهما عن ابن عمر، وما رواه أبو حميد وأبو قتادة وثمانية من أصحاب رسول الله صلى الله وسلم، من رفع اليدين عند القيام إلى الركعتين: زيادة على ما رواه الزهري عن سالم عن ابن عمر، وكل ثقة، وكل مصدق فيما ذكر أنه سمعه ورآه، وأخذ الزيادة واجب * وكان ما رواه أنس من رفع اليدين عند السجود: زيادة على ما رواه ابن عمر، والكل ثقة فيما روى وما شاهد * وكان ما رواه مالك بن الحويرث من رفع اليدين في كل ركوع ورفع من ركوع وكل سجود ورفع من سجود: زائدا على كل ذلك، والكل ثقات فيما رووه وما سمعوه، وأخذ الزيادات فرض لا يجوز تركه، لان الزيادة حكم قائم بنفسه، رواه من علمه، ولا يضره سكوت من لم يروه عن روايته، كسائر الأحكام كلها ولا فرق * وممن قال بما ذكرناه ابن عمر، كما أوردنا قبل من عمله، والحسن البصري، والصحابة جملة، كما أوردناه * حدثنا يونس بن عبد الله ثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ثنا أحمد بن خالد ثنا محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، وإذا سجد، وبين الركعتين، يرفعهما إلى ثدييه (1) *
(٩٣)