وروينا عن الحسن بن علي رضي الله عنهما نحو هذا * فهذا فعل الخليفتين بحضرة الصحابة رضي الله عنهم، واجماعهم معهم على ذلك * وروينا عن الحجاج بن المنهال عن عبد الله بن داود الخريبي (1) قال: أذن سفيان الثوري في المنار وأقام في المنار، ثم نزل فأمنا * وقولنا هو قول مالك والشافعي وأحمد وداود ومحمد بن الحسن وأحد قولي أبي يوسف قال علي: واحتج مقلد أبي حنيفة بأثر رويناه من طريق وكيع عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي: ان بلالا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله، لا تسبقني بآمين) * (2) ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة: أنه كان مؤذنا للعلاء بن الحضرمي بالبحرين، فقال له أبو هريرة:
لتنتظرني بآمين أو لا أؤذن لك (3) * قال علي: واحتجاجهم بهذين الاثرين من أقبح ما يكون من التمويه في الدين!
واقدام على الفضيحة بالتدليس على من اغتر بهم! ودليل على قلة الورع جملة! لأنهم لا يرون للمأموم ان يقرأ خلف الامام أصلا بل يرون للامام أن يقول (وجهت وجهي) إلى آخر الكلام المروي في ذلك قبل ان يقرأ أم القرآن، وبالضرورة والمشاهدة يدرون ان المقيم إذا قال (قد قامت الصلاة) فكبر الامام، فلم يبق على المقيم شئ إلا أن يقول (الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله) فمن المحال الممتنع الذي لا يشكل أن يكون الامام يتم قراءة أم القرآن قبل ان يتم المقيم قول (الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله) ثم يكبر، فكيف يكون هذا دليلا على أن الامام يكبر إذا قال المقيم (قد قامت الصلاة)!
بل لو كبر الامام مع ابتداء المقيم الإقامة لما أتم أم القرآن أصلا إلا بعد اتمام المقيم الإقامة، وبعد ان يكبر للاحرام، فكيف بثلاث كلمات؟! فلقد كان ينبغي لهم أن يستحيوا من التمويه في دين الاسلام بمثل هذا الضعف! * فان قيل: ما معنى قول بلال وأبي هريرة: لا تسبقني بآمين؟ *