الصراة وقد انتهى إليها طلائع العدو وأوائل الخيول فلما أتتهم العيون بأنه قد أتاهم جماعة أهل المصر قطعوا الجسر بينهم وبين الناس وأخذ الناس يرتجزون إن القباع سار سيرا ملسا * بين دبيرى ودباها خمسا (قال أبو مخنف) وحدثني يونس بن أبي إسحاق عن أبيه أن رجلا من السبيع كان به لمم وكان بقرية يقال لها جوبر عند الخرارة وكان يدعى سماك بن يزيد فأتت الخوارج قريته فأخذوه وأخذوا ابنته فقدموا ابنته فقتلوها وزعم لي أبو الربيع السلولي أن اسم ابنته أم يزيد وأنها كانت تقول لهم يا أهل الاسلام إن أبى مصاب فلا تقتلوه وأما أنا فإنما أنا جارية والله ما أتيت فاحشة قط ولا آذيت جارة لي ولا تطلعت ولا تشرفت قط فقدموها ليقتلوها فأخذت تنادى ما ذنبي ما ذنبي ثم سقطت مغشيا عليها أو ميتة ثم قطعوها بأسيافهم قال أبو الربيع حدثتني بهذا الحديث ظئر لها نصرانية من أهل الخورنق كانت معها حين قتلت (قال أبو مخنف) حدثني يونس بن أبي إسحق عن أبيه أن الأزارقة جاءت بسماك بن يزيد معهم حتى أشرفوا على الصراة قال فاستقبل عسكرنا فرأى جماعة الناس وكثرتهم فأخذ ينادينا ويرفع صوته اعبروا إليهم فإنهم قليل خبيث فضربوا عند ذلك عنقه وصلبوه ونحن ننظر إليه قال فلما كان الليل عبرت إليه وأنا رجل من الحي فأنزلناه فدفناه (قال أبو مخنف) حدثني أبي أن إبراهيم بن الأشتر قال للحارث بن أبي ربيعة اندب معي الناس حتى أعبر إلى هؤلاء الاكلب فأجيئك برؤوسهم الساعة فقال شبث بن ربعي وأسماء بن خارجة ويزيد بن الحارث ومحمد بن الحارث ومحمد بن عمير أصلح الله الأمير دعهم فليذهبوا لا تبدأهم قال وكأنهم حسدوا إبراهيم بن الأشتر (قال أبو مخنف) وحدثني حصيرة بن عبدا لله وأبو زهير العبسي أن الأزارقة لما انتهوا إلى جسر الصراة فرأوا أن جماعة أهل المصر قد خرجوا إليهم قطعوا الجسر واغتنم ذلك الحارث فتحبس ثم إنه جلس للناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أول القتال الرميا بالنبل ثم اشراع الرماح ثم الطعن بها شزرا ثم الشلة آخر ذلك كله قال فقام إليه رجل فقال قد أحسن الأمير أصلحه الله الصفة
(٥٨٣)