البركة وقت نصف الليل أو قريب منه، فلما فرغ من وضوئه أتاني وقال لي يا ولدي، لا تذكر الله تعالى تشوش على والدك وأخوتك وأهلك ومن في هذه المدرسة، فقلت: يا شيخ، من أنت؟ فقال، أنا ناصح لك، ودعني أكون من كنت، فوقع بالتسبيح، فأعرض عني ومشى إلى ناحية باب المدرسة، فأنبهت والدي والجماعة على صوتي فقمت إلى باب المدرسة فوجدته مقفلا، وفتشتها فلم أجد فيها أحد غير من كان فيها، فقال لي ولدي: يا يحيى، ما خبرك؟ فأخبرته الخبر، فجعلوا يتعجبون، وقعدنا كلنا نسبح ونذكر.
قال ابن العطار: نقلت من خط الشيخ - رحمه الله - أنه قرأ على:
* القاضي أبي الفتح عمر بن بندار التفليسي * القاضي أبي الفتح عمر بن بندار التفليسي المنتخب للرازي، وقطعة من المستصفى وغير ذلك.
* وعلى فخر المالكي اللمع لابن جني.
* وعلى أبي العباس أحمد بن سالم المصري، النحوي إصلاح المنطق في اللغة، بحثا، وكتابا في التصريف قال: وكان عليه درس، اما في سيبويه أو غيره - الشك مني.
* وعلى الامام جمال الدين بن مالك، كتابا من تصانيفه، وعلق عليه أشياء كثيرة.
* وعلى أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي صحيح مسلم شرحا، ومعظم البخار 0، وقطعة من الجمع بين الصحيحين للحميدي.
* وقرأ على جماعة من أصحاب ابن الصلاح علوم الحديث له.
* وعلى أبي البقاء خالدين يوسف النابلسي الكمال في أسماء الرجال للحافظ عبد الغني وعلق عليه حواشي، وضبط عنه أشياء حسنة.
* وأخذ النفقة عن شيخة إسحاق المغربي، وكان يتأدى معه كثيرا، ويملأ الإبريق ويحمله معه إلى الطهارة.
* أخذ عن اكمال سلار بن الحسن الأربلي.