يده عنه، ففي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أكل مع القوم طعاما، كان أول من يضع يده وآخر من يرفعها، ليأكل القوم.
[المسألة 182:] يستحب أن يبدأ الآكل بأكل الملح قبل الطعام ويختم به، ففي الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي (ع): افتتح طعامك بالملح واختم به، فإن من افتتح طعامه بالملح وختم به عوفي من اثنين وسبعين نوعا من أنواع البلاء، وعن أمير المؤمنين (ع): ابدؤوا بالملح في أول طعامكم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الدرياق المجرب.
[المسألة 183:] يستحب للانسان أن يأكل بثلاث أصابع أو بأكثر من ذلك، ولا يأكل بإصبعين فقد روي عن أبي عبد الله (ع) أنه كان يجلس جلسة العبد ويضع يده على الأرض، ويأكل بثلاث أصابع وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل هكذا، ليس كما يفعل الجبارون يأكل أحدهم بإصبعيه، وفي كتاب مكارم الأخلاق عنه صلى الله عليه وآله: إن الأكل بإصبعين هو أكل الشيطان.
وفي المرفوعة كان أمير المؤمنين (ع) يستاك عرضا ويأكل هرثا، والهرث أن يأكل بأصابعه جميعا.
[المسألة 184:] يستحب للانسان حين يكون مع غيره على مائدة أن يأكل مما يليه من الطعام ولا يأخذ مما يلي غيره، فعن الرسول صلى الله عليه وآله: إذا أكل أحدكم فليأكل مما يليه، وفي حديث أبي عبد الله (ع): ويأكل كل انسان مما يليه ولا يتناول من قدام الآخر شيئا.
[المسألة 185:] يستحب للآكل تصغير اللقمة، وإجادة المضغ، ففي وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي (ع) قال: يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها على المائدة، إلى أن قال صلى الله عليه وآله: وأما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى والأكل بثلاث أصابع وأن يأكل مما يليه، ومص الأصابع، وأما الأدب فتصغير اللقمة والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس وغسل اليدين، وقريب من ذلك ما روي عن الإمام الحسن بن علي السبط (ع).