الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٣١ - الصفحة ١٤
دماءهم وأموالهم، ولم يفصل بين ما كان في دار الحرب وغيره.
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله لما حاصر بني قريظة فأسلم ابنا رجل فأحرز إسلامهما دماءهما وأموالهما وصغار أولادهما، وهذا نص، والدليل على مالك قوله تعالى: وأورثكم أرضهم وديارهم، وحقيقة الإضافة تقتضي الملك.
مسألة 13: مكة فتحت عنوة بالسيف، وبه قال الأوزاعي وأبو حنيفة وأصحابه، ومالك، وقال الشافعي: إنها فتحت صلحا، وبه قال مجاهد.
دليلنا: إجماع الفرقة وأخبارهم، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله لما دخل مكة استند إلى الكعبة ثم قال: من ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، فآمنهم بعد أن ظفر بهم، ولو كان دخل صلحا لم يحتج إلى ذلك.
وأيضا قوله تعالى: إنا فتحنا لك فتحا مبينا، وإنما أراد فتح مكة، والفتح لا يسمى إلا ما أخذ بالسيف، وقال تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح، يعني فتح مكة، قال تعالى: وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم، وهذا صريح في الفتح.
ومن قرأ السير والأخبار وكيفية دخول النبي مكة علم أن الأمر على ما قلناه، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: كل بلدة فتحت بالسيف إلا المدينة فإنها فتحت بالقرآن، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه دخل مكة وعلى رأسه المغفر، وقتل خالد بن الوليد أقواما من أهل مكة، وهذا علامة القتال.
مسألة 14: إذا وطئ بعض الغانمين الجارية من المغنم لم يلزم الحد، وبه قال جميع الفقهاء، وقال الأوزاعي وأبو ثور: عليه الحد، وروي ذلك عن مالك.
دليلنا: أن الأصل براءة الذمة، وأيضا إجماع الفرقة، وأيضا قول النبي صلى الله عليه وآله: ادرأوا الحدود بالشبهات، وهاهنا شبهة.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الجهاد تعريف الكتاب 1
2 الاقتصاد 1
3 فيمن يجاهد من الكفار 3
4 في ذكر قسمة الغنيمة والفئ 5
5 في أحكام أهل البغي 6
6 الخلاف 7
7 (1 - 25) كتاب السير 9
8 (1 - 22) كتاب الجزية 19
9 (1 - 45) كتاب الفيء وقسمة الغنائم 27
10 (1 - 18) كتاب أهل البغي 50
11 (1 - 13) كتاب المرتد 58
12 (1 - 6) كتاب قتال أهل الردة 65
13 المبسوط 69
14 في فرض الجهاد 71
15 في أصناف الكفار 77
16 في عقد الأمان للمشركين 82
17 في حكم المبارزة 88
18 في حكم الأسارى 89
19 في حكم الحربي 95
20 في هل للإمام جعل الجعائل 97
21 في حكم ما يغنم وما لا يغنم 98
22 في حكم مكة وحكم السواد 104
23 في قسمة الغنيمة 106
24 كتاب الجزية 107
25 فيما يشرط على أهل الذمة 114
26 في حكم البيع والكنائس 117
27 في ذكر المهادنة 121
28 في تبديل أهل الجزية دينهم 128
29 في نقض العهد 129
30 في الحكم بين المعاهدين والمهادنين 132
31 كتابة قسمة الفيء والغنائم 135
32 في حكم السلب 137
33 في النفل وأحكامه 139
34 في أقسام الغنيمة 140
35 في كيفية قسمة الغنيمة 141
36 في أقسام الغزاة 146
37 كتاب قتال أهل البغي 148
38 كتاب المرتد 168
39 كتاب قنال أهل الردة 179
40 تبصرة المتعلمين 183
41 فيمن يجب عليه 185
42 فيمن يجب جهادهم 185
43 في قسمة الغنائم 187
44 في الأمر بالمعروف 188
45 إرشاد الأذهان 189
46 من يجب عليه 191
47 في كيفية 192
48 في الغنيمة 194
49 في أهل الذمة والبغاة 198
50 في الأمر بالمعروف 199
51 تلخيص المرام 201
52 في وجوب الجهاد 203
53 وجوب جهاد غير اليهود و 204
54 الجعائل من الغنيمة 208
55 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 210
56 الرسالة الفخرية 213
57 في وجوب الجهاد 215
58 في الأمر بالمعروف و 216
59 في أشياء متفرقة 216
60 الدروس الشرعة 219
61 أحكام الجهاد 221
62 درس (1) أحكام الجزية 224
63 درس (2) حكم الغنائم 226
64 درس (3) في أحكام المحاربة 227
65 درس (4) قتال البغاة 230
66 كتاب الحسبة 232
67 كتاب المرتد 234
68 كتاب المحارب 238
69 مسائل ابن طي 241
70 [1 - 3] مسائل الجهاد 243