وقيل: أن المثقال منذ وضع لم يختلف في جاهلية، ولا اسلام. ويقال: ان الذي اخترع الوزن في الدهر الأول بدأه بوضع المثقال أولا فجعله ستين حبة، زنة الحبة مائة من الحب الخردل البرى المعتدل. ثم ضرب صنجة (1) بزنة مائة من حب من الذهب والفضة كما صرح به جمع من اللغويين وفي الأساس: ذهب مدنر مضروب وفي القاموس واللسان: دينار مدنر، مضروب وفي المغرب: الدرهم اسم للمضروب المدور من الفضة كالدينار من الذهب). وفي المصباح: الدرهم الإسلامي، اسم للمضروب من الفضة فاطلاقهما وإرادة مجرد الوزن منهما مخالف لما نصوا عليه لكنه كذلك في الشرع فيطلقان ويراد منهما وزنها المحدود المعلوم عند أهله كما يأتي الكلام على ذلك وما ذكره فقهائنا رضوان الله تعالى عليهم في مقدارهما الشرعي تفصيلا في موطنه: ولا بأس هنا بذكر ما افاده البستاني في دائرة المعارف تأييدا لما أشرنا إليه قال: الدرهم في اللغة اسم لمضروب مدور من الفضة وفي الشرع يطلق على وزن ذلك المضروب في الزكاة وعلى وزن أو سطح في باب النجاسة على قياس الدينار، فإنه يطلق على المضروب وشرعا على وزن ذلك المضروب، والأطباء يطلقونه على الوزن أيضا من أن الدرهم نصف مثقال وخمسا وقيل ستة دوانيق (هذا هو الوزن الشرعي للدرهم وعليه اتفقت كلمتهم) والدرهم عند الأطباء، والصيادلة الان ستون قمحة، أو ثمن أوقيتهم. والدرخمي عند الأطباء مثقال وعند البعض درهم. (الخط دائرة المعارف ج 7 ص 670 ط بيروت) وقال في المجلد الثامن ص 252 ط بيروت أيضا، الذي اشتهر أن الدينار قطعة من الذهب لكن الدينار الأول الروماني كان من الفضة، ثم صار من الذهب في عهد متأخر أي بعد سنة 200 ق م، ثم لما صار الدينار عند العرب من الذهب، والدرهم من الفضة صاروا يشبهون الدينار بالشمس، والدرهم بالقمر، وعليه قول بعضهم ويظلم وجه الأرض في أعين الورى * بلا شمس دينار ولا بدر درهم وكذلك يطلق الدرهم والدينار عندهم على النقود كلها تسمية الكل باسم البعض كما يطلق عليه الفرنسيون بلفظة (أرجن) ومعناها في الأصل، الفضة، ثم حضرت عند العرب بلفظة دراهم كما هو المعروف الان في كتب العرب فالدينار في الأصل اسم لمضروب مدور من الذهب وفي الشريعة اسم لمثقال من ذلك المضروب. وقال بعضهم: الدينار يقسم إلى ستة أقسام، يسمى كل واحد منها دانقا وكل دانق أربعة طساسيج وكل طسوج أربع شعيرات، والشعيرة ستة خردلات وقد يقسم الطسوج إلى ثلاث حبات وبعضهم يقسم الدينار إلى (60) حبة.
1 - قال الجوهري في (صنج) صنجة الميزان معرب قال ابن السكيت: ولا تقل:
(سنجة) وفي القاموس، سنجة الميزان مفتوحة، وبالسين أفصح من الصاد. وقال صاحب اللسان في مادة (سنج) سنجة الميزان: لغة في صنجة والسين أفصح، وفي مادة صنج (وصنجة) الميزان وسنجته فارسي معرب وقال ابن السكيت، لا يقال سنجة). فكلا هما بالفتح فارسي معرب من (سنگة) أي حجر الميزان. قال في أقرب الموارد، (سنجة الميزان ما يوزن به كالأوقية، والرطل، معرب (سنگة) بالفارسية. ويقال. (صنجه) بالصاد وبالسين أفصح، ج: سنجات).