وقال: «دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل يصلي ما شاء اللَّه تعالى، ثم سجد سجدة فأطال فيها، فقلت: رجل صالحٌ من بيت النبوة لأصغين إليه، فسمعته يقول: عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك. قال طاووس: فواللَّه ما صليت ودعوت فيهن في كرب إلّافرج عني» «٢».
وقال طاووس: «رأيته يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحداً رمق السماء بطرفه وقال: الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عرصات القيامة، ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاكّ، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى علي، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عني؟ فواسوأتاه غداً من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين: جوزوا وللمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي لم أتب، أما آن لي أن استحي من ربي؟ ثم بكى، ثم أنشأ يقول:
أتحرقني بالنار يا غاية المنى | فأين رجائي ثم أين محبتي | |
أتيت بأعمال قباح ردية | وما في الورى خلق جنى كجنايتي |
ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة اليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خرّ