وأخرج الحاكم عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون، وأنا امانٌ لأصحابي ما كنت فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون.
وأخرج الحاكم وصحّحه على شرط الشيخين عن ابن عباس، قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة اختلفوا فصاروا حزب ابليس» «١».
قال السمهودي: «يحتمل أنَّ المراد من أهل البيت الذين هم أمان للأمّة علماؤهم الذين يقتدى بهم كما يقتدى بنجوم السماء، وهم الذين إذا خلت الأرض منهم جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون وذهب أهل الأرض ...
ويحتمل ان المراد من كونهم أماناً للأمة أهل البيت مطلقاً، وان اللَّه تعالى لما خلق الدنيا بأسرها من اجل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جعل دوامها بدوامه، ودوام أهل بيته صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فإذا انقضوا طوي بساطها، ولعلّ حكمته وسره ان اللَّه جعل أهل بيت نبيه مساوين له صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في أشياء كثيرة، عدّ الفخر الرازي منها خمسة اشياء كما تقدم في الذكر الثالث وقد قال تعالى «وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ» الآية، فألحق اللَّه تعالى وجود أهل بيته في الأمّة بوجوده، فجعلهم امانا لهم لما سبق في الذكر الأول من قوله فيهم: (اللهم انهم مني وأنا منهم) وقد يقوى هذا بان فاطمة منهم بضعة منه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الصحيح،