ما قاله الأعلام:
قال ابن حجر الهيتمي: «جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً: انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى، وفي رواية مسلم: ومن تخلف عنها غرق، وفي رواية هلك، واما مثل أهل بيتي فيكم، مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له، وفي رواية غفر له الذنوب ... ان اللَّه جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب اريحا أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سبباً للمغفرة وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سبباً لها» «1».
قال الحمويني: «قال الواحدي رحمه اللَّه: انظر كيف دعا الخلق الى التشبث الى ولائهم والسير تحت لوائهم بضرب مثلهم بسفينة نوح عليه السّلام.
جعل صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ما في الآخرة من مخاوف الاخطار وأهوال النار كالبحر الذي يلج براكبه، فيورده مشارع المنيّة، ويفيض عليه سجال البلية وجعل أهل بيته عليه وعليهم السلام سبب الخلاص من مخاوفه، والنجاة من متالفه، فكما لا يعبر البحر المهياج عند تلاطم الأمواج الّا بالسفينة كذلك لا يأمن لفح الجحيم، ولا يفوز بدار النعيم الّا من تولّى أهل بيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ونحن لهم ودّه ونصحه واكّد في موالاتهم عقيدته، فان الذين تخلفوا عن تلك السفينة آلوا شرّ مآل، وخرجوا من الدنيا الى أنكال وجحيم ذات أغلال، وكما ضرب مثلهم بسفينة نوح، قرنهم بكتاب اللَّه تعالى فجعلهم ثاني الكتاب وشفع