الخمور، ورأيت الخمر يتداوى بها ويوصف للمريض ويستشفى بها.
ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التديّن به، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرّك، ورأيت الأذان بالأجر والصلاة بالأجر، ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف اللَّه، مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر وذا سكر أكرم واتقى وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره، ورأيت من أكل اموال اليتامى يحمد بصلاحه، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر اللَّه، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع،، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على اللَّه، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخفّ بأوقاتها، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد با وجه اللَّه ويعطى لطلب الناس.
ورأيت الناس همّهم بطونهم وفروجهم، لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ورأيت اعلام الحق قد درست. فكن على حذر واطلب الى اللَّه عزّوجل النجاة واعلم ان الناس في سخط اللَّه عزّوجل وانما يمهلهم لأمر يرادبهم، فكن مترقّباً واجتهد ليراك اللَّه عزّوجل في خلاف ما هم عليه فان نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجّلت الى رحمة اللَّه وان أخّرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على اللَّه عزّوجل، واعلم ان اللَّه لا يضيع أجر المحسنين وان رحمة اللَّه قريب من المحسنين» «1».