وقال: «قال موسى بن سلمة: كنت بخراسان مع محمّد بن جعفر فسمعت أن ذا الرياستين خرج ذات يوم وهو يقول واعجباه وقد ورأيت عجباً سلوني ما رأيت فقالوا: وما رأيت أصلحك اللَّه؟ قال: رأيت المأمون أمير المؤمنين يقول لعلي ابن موسى قد رأيت أن أقلدك أمور المسلمين افسخ ما في رقبتي واجعله في رقبتك، ورأيت علي بن موسى يقول: يا أميرالمؤمنين لا طاقة لي بذلك ولا قوّة، فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منها ان أميرالمؤمنين يتفصّى منها ويعرضها على علي ابن موسى وعلي بن موسى يرفضها ويأباها» «1».
روى الصدوق بأسناده عن أبي الصلت الهروي قال: «ان المأمون قال للرضا علي بن موسى عليه السّلام: يا ابن رسول اللَّه قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك واراك أحق بالخلافة مني، فقال الرضا عليه السّلام بالعبودية للَّه عزّوجل افتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند اللَّه تعالى. فقال له المأمون: اني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة واجعلها لك وأبايعك. فقال له الرضا: ان كانت هذه الخلافة لك وجعلها اللَّه لك فلا نجوز لك أن تخلع لباساً ألبسكه اللَّه وتجعله لغيرك، وان كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك تجعل لي ما ليس لك. فقال له المأمون: يا ابن رسول اللَّه لا بد لك من قبول هذا الأمر فقال: لست أفعل ذلك طايعاً أبداً، فما زال يجهد به أياماً حتى يئس من قبوله، فقال له فان لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي، فقال الرضا عليه السّلام: واللَّه لقد حدثني أبي عن آبائه عن