هارون يا بعد الدار وقرب الملتقى، يا طوس يا طوس ستجمعينني وايّاه» «1».
قال الحمويني: «رأيت في كتب أهل البيت عليهم السلام، أن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا عليه السّلام ولي عهده احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضا يقولون: انظروا ما جائنا علي بن موسى الرضا ولي عهدنا فحبس عنا المطر، واتصل ذلك بالمأمون واشتدّ عليه، فقال للرضا: قد احتبس عنا المطر، فلو دعوت اللَّه تعالى أن يمطر الناس، قال الرضا:
نعم، قال: فمتى تفعل ذلك- وكان ذلك يوم الجمعة- فقال: يوم الإثنين، فان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أتاني البارحة في منامي ومعه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: يا بني انتظر يوم الإثنين فابرز فيه إلى الصحراء واستسق فان اللَّه عزّوجل يسقيهم وأخبرهم بما يريك اللَّه مما لا يعلمون ليزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربك عزّوجل، فلما كان يوم الاثنين غدا علي بن موسى الرضا إلى الصحراء وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر فحمد اللَّه واثنى عليه، ثم قال:
اللهم يا رب أنت عظّمت حقنا أهل البيت فتوسّلوا بنا كما أمرت، وامّلوا فضلك ورحمتك وتوقّعوا احسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عاماً غير ضارّ، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا الى منازلهم ومقارهم.
قال: فو الذي بعث محمّداً نبياً لقد نسجت الرياح الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرّك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر.
فقال الرضا: على رسلكم أيها الناس فليس هذا الغيم لكم انما هو لأهل بلد كذا فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق