عليه السّلام على عادته فلم يملكوا أنفسهم إذ سلّموا عليه ورفعوا الستر على عادتهم، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون كونهم ما وقفوا على ما اتفقوا عليه وقالوا النوبة الآتية إذا جاء لا نرفعه له، فلما كان في ذلك اليوم جاء فقاموا وسلموا عليه ووقفوا ولم يبتدروا الى رفع الستر، فأرسل اللَّه ريحاً شديدة دخلت في الستر رفعته أكثر ما كانوا يرفعونه فدخل فسكنت الريح فعاد الستر الى ما كان عليه، فلما خرج عادت الريح دخلت في الستر ورفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر، فلما ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا هل رأيتم؟ قالوا نعم فقال بعضهم لبعض: يا قوم هذا رجل له عند اللَّه منزلة وللَّه به عناية، ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل اللَّه الريح وسخّرها له لرفع الستر كما سخرها لسليمان، فارجعوا الى خدمته فهو خيرٌ لكم. فعادوا الى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه» «1».
وقال: «ومنها أنه كان بخراسان امرأة تسمى زينب فادّعت أنها علوية من سلالة فاطمة عليها السلام وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها، فسمع بها علي الرضا عليه السّلام فلم يعرف نسبها فاحضرت اليه فردّ نسبها، وقال: هذه كذابة فسفهت عليه، وقالت: كما قدحت في نسبي أنا أقدح في نسبك، فأخذته الغيرة العلوية، فقال لسلطان خراسان، وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين يسمى ذلك الموضع بركة السباع، فأخذ الرضا عليه السّلام بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك السلطان وقال: هذه كذابة على علي وفاطمة، وليست من نسلهما، فانّ من كان حقاً بضعة من فاطمة وعلي فان لحمه حرام على السباع، فألقوها في بركة السباع فان كانت صادقة فان