السباع لا تقربها، وان كانت كاذبة فتفرسها السباع، فلما سمعت ذلك منه قالت:
فأنزل أنت الى السباع فان كنت صادقاً فانها لا تقربك ولا تفترسك، فلم يكلمها وقام، فقال له ذلك السلطان: الى أين؟ قال إلى بركة السباع لأنزلنّ اليها، فقام السلطان والناس والحاشية وجاؤوا وفتحوا بركة السباع- باب تلك البركة- فنزل الرضا عليه السّلام والناس ينظرون من أعلى البركة، فلما حصل بين السباع اقعت جميعها إلى الأرض على أذنابها، وصار يأتي واحداً واحداً يمسح وجهه ورأسه وظهره والسبع يبصبص له هكذا إلى أن أتى على الجميع، ثم طلع والناس ينظرونه فقال لذلك السلطان: أنزل هذه الكذّابة على علي وفاطمة ليبين لك، فامتنعت، فألزمها ذلك السلطان وأعوانه، فمذ رأوها السباع وثبوا عليها وافترسوها، فاشتهر اسمها بخراسان زينب الكذابة، وحديثها هناك مشهور» «1».
روى ابن الصباغ المالكي عن مسافر قال: «كنت مع أبي الحسن الرضا بمنى فمرّ يحيى بن خالد البرمكي وهو مغطّي وجهه بمنديل من الغبار، فقال الرضا عليه السّلام مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحلّ بهم في هذه السنة، فكان من أمرهم ما كان. قال: وأعجب من هذا أنا وهارون كهاتين وضم اصبعيه السبابة والوسطى.
قال مسافر فواللَّه ما عرفت حديثه في هارون الّا بعد موت الرضا ودفنه الى جانبه.
وعن موسى بن عمران قال: رأيت علي بن موسى الرضا في المدينة وهارون الرشيد يخطب قال: اتروني وايّاه ندفن في بيت واحد.
وعن حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام من باب وخرج علي بن موسى الرضا من باب، فقال الرضا عليه السّلام وهو يعني