قال سبط ابن الجوزي: «ويدعى بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده وقيامه بالليل ... وكان موسى جواداً حليماً، وانما سمي الكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد شي ء بعث اليه بمال» «1».
قال الخطيب: «كان سخياً كريماً وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث اليه بصرّة فيها ألف دينار، وكان يصرّ الصرر ثلاثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى.
قال محمّد بن عبد اللَّه البكري: قدمت المدينة أطلب بها ديناً فأعياني فقلت:
لو ذهبت الى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك اليه، فأتيته بنقمى «2» في ضيعته فخرج الي ومعه غلام له معه منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره، فأكل وأكلت معه، ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل فلم يقم الّا يسيراً حتى خرج الي فقال لغلامه: اذهب ثم مدّ يده الي فدفع الي صرّة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابّتي وانصرفت» «3».
قال ابن حجر الهيتمي: «موسى الكاظم وهو وارثه [جعفر بن محمّد الصادق ] علماً ومعرفةً وكمالًا وفضلًا، سمي بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند اللَّه وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم» «4».